العلماء يحددون جينات الذكاء عند الانسان

يعتقد الباحثون أنهم اقتربوا من تحديد الأجزاء المسؤولة عن الذكاء في الخارطة الوراثية عند لإنسان (الجينوم)  ويعني هذا أن العلماء قد يتمكنون في المستقبل من اختبار الذكاء المحتمل للمواليد الجدد وقد استغل هذا الاكتشاف من طرف بعض اليمينيين الذين يزعمون أنه يؤيد آراءهم بأن قدرات الأشخاص تعتمد على جيناتهم الوراثية التي يولدون بها وليس على الدراسة والتطوير الشخصي .يعتقد الباحثون أنهم اقتربوا من تحديد الأجزاء المسؤولة عن الذكاء في الخارطة الوراثية عند لإنسان (الجينوم)  ويعني هذا أن العلماء قد يتمكنون في المستقبل من اختبار الذكاء المحتمل للمواليد الجدد وقد استغل هذا الاكتشاف من طرف بعض اليمينيين الذين يزعمون أنه يؤيد آراءهم بأن قدرات الأشخاص تعتمد على جيناتهم الوراثية التي يولدون بها وليس على الدراسة والتطوير الشخصي لكن آخرين حذروا من أن الاكتشاف قد يساء استخدامه من قبل الآباء الذين يرغبون في تحسين قدرات أطفالهم من خلال الهندسة الوراثية .وقد قام الباحثون في معهد الصحة القومي الأمريكي، بقيادة البروفيسور روبرت بلومين، بتحليل حامض دي أن أي المسؤول عن الصفات الوراثية، لمئتين من أكثر الأطفال ذكاء في الولايات المتحدة، وقارنوها مع نتائج تحليلات الصفات الوراثية لأطفال عاديين . ومن المتوقع أن تعلن النتائج في العام القادم، لكن بي بي سي علمت أن الاختلافات الوراثية الرئيسية عند البشر قد اكتشفت، أي أن العلماء قد تمكنوا من معرفة جينات العبقرية البشرية .
ويقول فريق العلماء إن هناك أكثر من جين واحد مسؤول عن الذكاء، وإن وجود هذه الجينات عند الإنسان أو عدمه، يترك أثرا كبيرا على ذكائه .

تحول في التفكير السياسي : وقال البروفيسور بلومين لبي بي سي إنه يجب على الجميع أن يدركوا أهمية التأثير الوراثي وحتمية العثور على جينات الذكاء، وأضاف أن معرفة هذه الجينات مجتمعة سوف يمكن العلماء من التنبؤ بمقدار الذكاء عند الإنسان . أما الخطوة القادمة فهي اكتشاف ما تفعله جينات العبقرية هذه، إحدى النظريات تقول إنها تساعد على تكوين خلايا الأعصاب، ونقل الإشارات من أحد أجزاء الدماغ إلى الآخر . ويخشى البعض من أن يتسبب هذا الاكتشاف في إضعاف المحاولات الرامية إلى إيجاد مجتمع متساو ومتكافئ في الفرص، إذ يعتقد البعض أن توفير الخدمات التعليمية والصحية لكل أفراد المجتمع يعتبر تبذيرا للموارد مازالت الطبيعة هي التي تقرر الموروث العقلي للأشخاص .
وكان هذا الجدل العلمي دائما محورا للمعركة الدائرة مع بعض اليمينيين الذين يعتقدون بأن الأشخاص يولدون أذكياء أو بلداء ولا دخل للدراسة أو التطور الشخصي في ذلك، لكن اليسار عادة ما ينفي مثل هذه العلاقة ويرى أن قدرات الأشخاص تعتمد على الظروف الاجتماعية
لكن الذي أغضب البروفيسور بلومين هو أن اليمين اغتنم فرصة اكتشافه وأن اليسار تنكر له، ويقول إن اكتشافه سوف يساعد على تنفيذ سياسات اليساريين لأنه سيساعدهم على تركيز الاهتمام على أولئك الأطفال الذين يحتاجون الى مساعدة في الدراسة حتى لا يتخلفوا عن الأطفال الأذكياء بالوراثة . ويقول جيرمي ريفكيند، مؤلف كتاب قرن التقنية البايولوجية إن الخطر الأكبر يأتي من الآباء الذين يريدون أفضل الصفات لأطفالهم وليس من الحكومات المتسلطة أو المسيئة ويضيف ريفكيند أن آباء المستقبل سيتحولون الى مهندسي تخطيط يبحثون عن أفضل هيئة لأبنائهم. لكن البروفيسور بلومين يرى أن أسوأ الاحتمالات تحصل في حالة منع مثل هذه الأبحاث أو تقييدها .